فصل: قال أبو البقاء العكبري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وجعلناكم شعوبا وقبائل} وقال ابن هبيرة في المحكم: غلبت الشعوبية بلفظ الجمع على جيل من العجم حتى قيل لمحتقر أمر العرب شعوبى وإن لم يكن منهم وأضافوا إلى الجمع لغلبته على الجيل الواحد كقولهم أنصاري.

.الإعراب:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} {اجتنبوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{كثيرا} مفعول به و{من الظن} صفة لكثيرا وإن واسمها وخبرها إن وما في حيزها تعليل للنهي فالجملة لا محل لها.
{وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} الواو حرف عطف و{لا} ناهية و{تجسسوا} فعل مضارع مجزوم بلا {ولا يغتب} عطف على {ولا تجسسوا} و{بعضكم} فاعل وبعضا مفعول به.
{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} الهمزة للاستفهام التقريري ويحب فعل مضارع مرفوع و{أحدكم} فاعل و{أن} وما في حيزها مفعول يحب و{ميتا} حال من {لحم أخيه} ومن من الأخ والفاء الفصيحة أي إن صحّ هذا {فكرهتموه} وكرهتموه فعل وفاعل ومفعول به والواو لإشباع ضمة الميم وسيرد في باب البلاغة مزيد من بحثه.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} الواو استئنافية {واتقوا اللّه} فعل أمر وفاعل ومفعول به وإن واسمها وخبراها.
{يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى} إن واسمها وجملة {خلقناكم} خبرها ومن ذكر متعلقان بخلقناكم {وأنثى} عطف على {ذكر}.
{وَجَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا} الواو حرف عطف و{جعلناكم} فعل وفاعل ومفعول به أول و{شعوبا} مفعول به ثان واللام للتعليل وتعارفوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل. {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} إن واسمها و{عند اللّه} ظرف متعلق بمحذوف حال و{أتقاكم} خبرها وإن واسمها وخبراها والجملتان المصدّرتان بإن مستأنفتان.

.البلاغة:

في هاتين الآيتين أفانين متنوعة من البلاغة ندرجها فيما يلى:
1- التنكير في قوله: {كثيرا من الظن} والسر فيه إفادة معنى البعضية للإيذان بأن في الظنون ما يجب أن يجتنب من غير تبيين لذلك ولا تعيين لئلا يجترئ أحد على ظن إلا بعد تأمّل وبعد نظر وتمحيص واستشعار للتقوى والحذر من أن يكون الظن طائش السهم، بعيدا عن الإصابة، وما أكثر الذين تسوّل لهم ظنونهم ما ليس واقعا ولا يستند إلى شيء من اليقين.
2- الاستعارة التمثيلية الرائعة في قوله تعالى: {أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} فقد شبّه من يغتاب غيره بمن يأكل لحم أخيه ميتا وفيها مبالغات أولها الاستفهام الذي معناه التقرير كأنه أمر مفروغ منه مبتوت فيه، وثانيها جعل ما هو الغاية من الكراهة موصولا بالمحبة، وثالثها إسناد الفعل إلى كل أحد للإشعار بأن أحدا من الأحدين لا يحبّ ذلك، ورابعها أنه لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان وهو أكره اللحوم وأبعثها على التقزّز حتى جعل الإنسان أخا، وخامسها أنه لم يقتصر على أكل لحم الأخ حتى جعله ميتا ومن ثم فصحت هذه الآية وأكبرها أصحاب البيان وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما صام من ظل يأكل لحوم الناس» وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قال: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول فقال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته».
وعن ابن عباس «أن سلمان كان يخدم رجلين من الصحابة ويسوّي لهما طعامهما فينام عن شأنه يوما فبعثاه إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يبغي لهما أداما وكان أسامة على طعام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندي شيء فأخبرهما سلمان بذلك فعند ذلك قالا لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها فلما راحا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لهما ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما، فقالا: ما تناولنا لحما فقال: إنكما قد اغتبتما فنزلت».
ثم إن الغيبة على ثلاثة أضرب:
1- أن تغتاب وتقول لست أغتاب لأني أذكر ما فيه فهذا كفر، ذكره الفقيه أبو الليث في التنبيه لأنه استحلال للحرام القطعي.
2- أن تغتاب وتبلغ غيبة المغتاب فهذه معصية لا تتم التوبة عنها إلا بالاستحلال لأنه أذاه فكان فيه حق العبد أيضا وهذا محمل قوله عليه الصلاة والسلام: «الغيبة أشدّ من الزنا قيل: وكيف؟ قال الرجل يزنى ثم يتوب عنه فيتوب اللّه عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه».
3- إن لم تبلغ الغيبة فيكفيه التوبة والاستغفار له ولمن اغتابه، فقد أخرج ابن أبى الدنيا عن أنس رضي اللّه عنه أنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «كفّارة من اغتبته أن تستغفر له».

.[سورة الحجرات: الآيات 14- 18].

{قالتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قولوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18)}.

.اللغة:

{يَلِتْكُمْ} ينقصكم ويظلمكم، يقال ألته السلطان حقه أشدّ الألتة وهي لغة غطفان وأسد ولغة أهل الحجاز لاته ليتا وقرئ باللغتين {لا يلتكم} و{لا يألتكم} وفي السمين قراءة أبي عمرو بالهمز من ألته يألته بالفتح في الماضي وبالكسر والضم في المضارع وقراءة الآخرين بترك الهمز من لاته يليته كباعه يبيعه وقيل هو من ولته يلته كوعده يعده.

.الإعراب:

{قالتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قولوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ} {قالت الأعراب} فعل ماض وفاعل وجملة {آمنا} في محل نصب مقول القول وجملة {لم تؤمنوا} في محل نصب مقول القول أيضا والواو حرف عطف و{لكن} حرف استدراك مهمل و{قولوا} فعل أمر وفاعل وجملة {أسلمنا} مقول القول والواو للحال و{لما} حرف نفي وجزم و{يدخل} فعل مضارع مجزوم بلما وما في {لما} من معنى التوقع دال على أنهم قد آمنوا فيما بعد و{الإيمان} فاعل و{في قلوبكم} متعلقان بيدخل.
{وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} الواو عاطفة و{إن} شرطية و{تطيعوا} فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل ولفظ الجلالة مفعول به {ورسوله} عطف على {اللّه} و{لا} نافية و{يلتكم} فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط و{من أعمالكم} حال لأنه كان صفة لشيئا و{شيئا} مفعول به ثان أو مفعول مطلق وإن واسمها وخبراها. {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا} {إنما} كافّة ومكفوفة و{المؤمنون} مبتدأ و{الذين} خبر وجملة {آمنوا} صلة و{ثم} حرف عطف للتراخي والفائدة منه الإشارة إلى أن نفي الريب عنهم ليس في وقت حصول الإيمان فيهم فقط بل هو مستمر بعد ذلك فيما يتطاول من أزمنة وآماد و{لم} حرف نفي وقلب وجزم و{يرتابوا} فعل مضارع مجزوم بلم.
{وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} {وجاهدوا} عطف على {آمنوا} و{بأموالهم} متعلقان بجاهدوا وكذلك قوله: {في سبيل اللّه} و{أولئك} مبتدأ و{هم} ضمير فصل أو مبتدأ ثان و{الصادقون} خبر {أولئك} أو خبر {هم} والجملة خبر {أولئك}.
{قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ} الهمزة للاستفهام الإنكاري وتعلمون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل ولفظ الجلالة مفعوله و{بدينكم} متعلقان بتعلمون لأنه بمعنى التعريف والواو للحال و{اللّه} مبتدأ وجملة {يعلم} خبر و{ما} مفعول به و{في السموات} صلة {واللّه} مبتدأ و{بكل شيء} متعلقان بعليم و{عليم} خبر.
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ} {يمنّون} فعل مضارع مرفوع والواو فاعل و{عليك} متعلقان بيمنّون وأن وما في حيزها نصب بنزع الخافض و{قل} فعل أمر وجملة {لا تمنّوا} مقول القول و{عليّ} متعلقان بتمنّوا و{إسلامكم} نصب بنزع الخافض أيضا.
{بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} {بل} حرف إضراب وعطف و{اللّه} مبتدأ وجملة {يمنّ عليكم} خبر و{أن} وما في حيزها نصب بنزع الخافض أيضا و{للإيمان} متعلقان بهداكم و{إن} شرطية و{كنتم صادقين} في موضع جزم فعل الشرط وجوابه محذوف يدلّ عليه ما قبله أي فهو المانّ عليكم.
{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} إن واسمها وجملة {يعلم} خبرها {واللّه} مبتدأ و{بصير} خبر و{بما تعملون} متعلقان ببصير.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {قالت الأعراب آمنّا} إلخ الآية فن سمّاه صاحب الصناعتين وغيره الاستدراك، وغيره يسمّيه الاستثناء، وهو يتضمن ضربا من المحاسن زائدا على ما يدل عليه المدلول اللغوي كقوله الآنف الذكر فإن الكلام لو اقتصر فيه على ما دون الاستدراك لكان منفرا لهم لأنهم ظنوا الإقرار بالشهادتين من غير اعتقادهما إيمانا، فأوجبت البلاغة تبيين الإيمان فاستدرك ما استدركه من الكلام ليعلم أن الإيمان موافقة القلب للسان ولأن انفرد اللسان بذلك يسمى إسلاما لا إيمانا وزاده إيضاحا بقوله: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} وبعضهم يدخل هذا النوع في نطاق فن يقال له جمع المختلفة والمؤتلفة فإنهم ظنوا أن الإيمان العمل باللسان دون العمل بالجنان فجاء قوله تعالى: {ولكن قولوا أسلمنا} مؤتلفا لقولهم آمنّا وهم يعتقدون أن الإيمان مجرد الإقرار باللسان وخالف ذلك قوله تعالى: {قل لم تؤمنوا} وائتلف به قوله مبينا حقيقة الإيمان وأنه خلاف ما ظنوا بقوله سبحانه: {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الحجرات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قوله تعالى: {لا تقدموا} المفعول محذوف أي لا تقدموا مالا يصلح، ويقرأ بفتح التاء والدال: أي تتقدموا.
قوله تعالى: {أن تحبط} أي مخافة أن تحبط أو لأن تحبط على أن تكون اللام للعاقبة وقيل لئلا تحبط.
قوله تعالى: {أولئك} هو مبتدأ، و{الذين امتحن} خبره و{لهم مغفرة} جملة أخرى، ويجوز أن يكون {الذين امتحن الله} صفة لأولئك، و{لهم مغفرة} الخبر والجميع خبران.
قوله تعالى: {أن تصيبوا} هو مثل {أن تحبط}.
قوله تعالى: {لو يطيعكم} هو مستأنف، ويجوز أن يكون في موضع الحال والعامل فيه الاستقرار، وإنما جاز ذلك من حيث جاز أن يقع صفة للنكرة كقولك مررت برجل لو كلمته لكلمني: أي متهيئ لذلك.
قوله تعالى: {فضلا} هو مفعول له أو مصدر من معنى ما تقدم، لأن تزيينه الإيمان تفضل أو هو مفعول، و{طائفتان} فاعل فعل محذوف و{اقتتلوا} جمع على آحاد الطائفتين.
قوله تعالى: {بين أخويكم} بالتثنية والجمع، والمعنى مفهوم.
قوله تعالى: {ميتا} هو حال من اللحم، أو من أخيه {فكرهتموه} المعطوف عليه محذوف تقديره: عرض عليكم ذلك فكرهتموه، والمعنى: يعرض عليكم فتكرهونه، وقيل إن صح ذلك عندكم فأنتم تكرهونه.
قوله تعالى: {لتعارفوا} أي ليعرف بعضكم بعضا، ويقرأ {لتعارفوا} {إن أكرمكم} بفتح الهمزة وأن وما بعدها هو المفعول.
قوله تعالى: {يلتكم} يقرأ بهمزة بعد الياء، وماضيه ألت، ويقرأ بغير همز وماضيه لات يليت وهما لغتان، ومعناهما النقصان، وفيه لغة ثالثة ألات يليت، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الحجرات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الحجرات: الآيات 1- 4].

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقول كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4)}.
{يا أَيُّهَا} منادى نكرة مقصودة وها للتنبيه {الَّذِينَ} بدل من أيها {آمَنُوا} ماض وفاعله والجملة صلة وجملة النداء ابتدائية {لا تُقَدِّمُوا} مضارع مجزوم بلا الناهية والواو فاعله والجملة ابتدائية لا محل لها {بَيْنَ} ظرف مكان {يَدَيِ} مضاف إليه مجرور بالياء {اللَّهِ} لفظ الجلالة مضاف إليه {وَرَسُولِهِ} معطوف على ما سبق {وَاتَّقُوا} الواو حرف عطف وأمر مبني على حذف النون والواو فاعله {اللَّهِ} لفظ الجلالة مفعول به {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} إن واسمها وخبراها والجملة تعليل {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا} إعرابها كسابقتها {أَصْواتَكُمْ} مفعول به {فَوْقَ} ظرف مكان {صَوْتِ} مضاف إليه {النَّبِيِّ} مضاف إليه {وَلا} الواو حرف عطف ولا ناهية {تَجْهَرُوا} مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله {لَهُ} متعلقان بالفعل {بِالْقول} متعلقان بالفعل أيضا {كَجَهْرِ} متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف {بَعْضِكُمْ} مضاف إليه {لِبَعْضٍ} متعلقان بجهر {أَنْ تَحْبَطَ} مضارع منصوب بأن {أَعْمالُكُمْ} فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة لمفعول لأجله محذوف {وَأَنْتُمْ} مبتدأ والواو حالية {لا} نافية {تَشْعُرُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة خبر والجملة الاسمية حال {إِنَّ الَّذِينَ} إن واسمها {يَغُضُّونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صلة {أَصْواتَهُمْ} مفعول به {عِنْدَ} ظرف مكان {رَسُولِ} مضاف إليه {اللَّهِ} لفظ الجلالة مضاف إليه {أُولئِكَ الَّذِينَ} مبتدأ وخبره والجملة الاسمية خبر إن وجملة إن مستأنفة {امْتَحَنَ اللَّهُ} ماض ولفظ الجلالة فاعله {قُلُوبَهُمْ} مفعول به {لِلتَّقْوى} متعلقان بالفعل والجملة صلة الذين {لَهُمْ} جار ومجرور خبر مقدم {مَغْفِرَةٌ} مبتدأ مؤخر {وَأَجْرٌ} معطوف على مغفرة {عَظِيمٌ} صفة والجملة الاسمية مستأنفة {إِنَّ الَّذِينَ} إن واسمها {يُنادُونَكَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والكاف مفعول به والجملة صلة {مِنْ وَراءِ} متعلقان بالفعل {الْحُجُراتِ} مضاف إليه {أَكْثَرُهُمْ} مبتدأ {لا} نافية {يَعْقِلُونَ} مضارع وفاعله والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية خبر إن وجملة إن مستأنفة.